لابد ان تستفيد من هذه الكلمات المضيئه التى هى نبراسا على الطريق
******************************************
وقد قرات هذه المقاله فى احدى المواقع فاثرت ان لا احرم اخوانى من هذا الفصل
********************************
ومع هذه الكلمه***
الحمد
لله الغنى الكريم ، الرؤوف الرحيم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وحبيبه وصفيه وخيرته من خلقه ،
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ، ومن تبع هداهم إلى يوم
الدين ، أما بعد فيا عباد الله ، خلقكم الله من نفس واحدة ، وأبوكم
آدم وأمكم حواء ، فأنتم إخوة فى الجنس والنسب إخوة فى الأصل والحسب ، فذلك
قول الله تعالى : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا " ( الحجرات : 13 ) .
ثم ألف بين قلوبكم بنعمة الإسلام وأخوة الإيمان ، فناداكم القرآن الكريم : " إنما المؤمنون إخوة " ( الحجرات : 10 ) ، ومن عليكم بهذه النعمة فقال : " واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءاً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً " ( آل عمران : 103 ) .
وناداكم الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم بقوله : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " ، وقوله : " لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا " .
وقوله : " لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخواناً " .
ووعدكم الله على ذلك جزيل الثواب ، وعظيم الأجر ، فقال تعالى : " أولئك
سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " ( التوبة : 71 ) ، فماذا فعلتم فى هذه
الأخوة يا عباد الله ؟ نسيتم حقوقها ، وأهملتم أمرها ، وقطعتم رابطتها ،
وفككتم أوصالها ، وأصبح المسلمون اليوم مختلفة قلوبهم ، مشتتة أهواؤهم ،
متباعدة عواطفهم بعد أن كانوا على قلب رجل واحد .
فماذا
يكون جوابكم إذا وقفتم بين يدى ربكم فسألكم : أمرتكم بالأخوة فهل تآخيتم ؟
وأمرتكم بالمحبة فيما بينكم فهل تحاببتم ؟ وأمرتكم بالتواصل والتراحم
والتعارف فهل تواصلتم وتراحمتم ؟ وكيف يكون مقفكم إذا سألكم الرسول صلى
الله عليه وسلم عن ذلك فلم تجدوا لسؤاله جواباً ؟
علام
تنسون الأخوة والحب يا عباد الله ؟ أتتحاسدون والحسد لا يغنى ولا يفيد ؟
أتتباغضون والبغض لا ينتج إلا العناء الشديد ؟ أم تتنافسون على حطام هذه
الدنيا وهو ظل زائل وعرض حائل ، وما عندكم نفد وما عند الله باق ؟ .
فاتقوا
الله عباد الله ، وصلوا ما أمر به أن يوصل ، وكونوا من المؤمنين الذين
وصفهم الله بالحب والأخوة ، ولا تكونوا كالمنافقين الذين وصفهم الله تعالى
بقوله : " تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون " ( الحشر : 14 ) .
تحابوا
فيما بينكم ، وتواصلوا وتوادوا ، واتركوا البغضاء والشحناء والأحقاد
والخصومات ، وأريحوا ضمائركم وقلوبكم من عناء التخاصم والتشاحن ، وأسعدوا
قلوبكم بسعادة المحبة والتوادد ، فإن أسعد الناس يوم القيامة رجل أسلم لله
وجهه ، وأخلص للناس قوله وعمله .
فيما بينكم ، وتواصلوا وتوادوا ، واتركوا البغضاء والشحناء والأحقاد
والخصومات ، وأريحوا ضمائركم وقلوبكم من عناء التخاصم والتشاحن ، وأسعدوا
قلوبكم بسعادة المحبة والتوادد ، فإن أسعد الناس يوم القيامة رجل أسلم لله
وجهه ، وأخلص للناس قوله وعمله .
وتصوروا
شخصين أحدهم يألف الناس ويألفونه ويحبهم ويحبونه ، والآخر : كثير الأعداء
دائم البغضاء ، أيهما أصلح حالاً وأسعد بالاً وأهنأ ضميراً وأسلم عاقبة ؟.
ذلك فى الدنيا ، فما بالكم بالآخرة ، وقد ورد فى الحديث : " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " ؟ .
" أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير " ( آل عمران : 162 ) .
فاتقوا
الله عباد الله ، وأصلحوا ذات بينكم واشتغلوا بربكم وطهروا سرائركم ،
واذكروا يوماً ترجعون فيه إلى الله ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى
الله بقلب سليم ، " ما من مسلمين يلتقيان فيسلم أحدهما على الآخر ويتصافحان إلا كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشراً بصاحبه " .
بقلم الامام الشهيد / حسن البنا..
لا يوجد حالياً أي تعليق