أنت روحي إن كنتُ لستُ أراها *** فهي أدنى إليّ من كُلِّ دانِ
مفهوم الحب في الإسلام
الحب
مفهوم الحب في الإسلام
الحب
والإنسان كما هو عقل وإرادة، هو مشاعر وعواطف ووجدان، وهو نفس وروح، كما هو جسد وأجهزة مادية، تعمل وفق قوانين بيولوجية وفسيولوجية.
والحب حالة نفسية وعاطفية تــنبع من أعماق الانسان لتمنحه السعادة والهناء، وربطه بالمحبوب ارتباط الانسجام والرضى والتوافق، حتى يكاد المحبان أن يتحدا، إذا ترسخ الحب، وتحول إلى شعور باحتواء المحبوب. فيشعر المحب، فيما وراء الوعي أن لا إثـنينية بينهما. فهما حقيقة واحدة، وذاتان مندمجان في ذات النفس. والحب هو رابطة روحية، وإحساس نفسي، وشعور وجداني في أعماق النفس ويتخذ أشكالا شتى من التعبير، كالثناء والتـقبيل والتحية والمصافحة والنصيحة والمعانقة ورفع الأذى، والهدية والمصاحبة في السير والزيارة والاحتفاظ بالصورة، وبتبادل كلمات الود، والعيش في مكان مشترك.
ويتجسد الحب في مجالين اثنين هما:
· المجال الحسي: وهو الحب المألوف في عالم الإنسان.
· المجال الروحي: وهو الحب الروحي المتمثل في حب الانسان لله وللقيم والمعاني المجردة، كقيم الحق والعدل.
ولأهمية الحب في الحياة، وقيمته في سعادة الفرد والأسرة والمجتمع، اعتبر الاسلام الحب قيمة عليا في رسالته، وهدفا ساميا من أهدافه، يسعى بشتى الوسائل لتحقيقه، وتكوينه في النفس البشرية، وإشاعته في المجتمع، وبناء الحياة على أساس الحب والمودة.
ونعرف قيمة الحب في الاسلام من تعريف الاسلام للحب.. نعرفه عندما يعرف الاسلام نفسه بأنه الحب، وبأن الحب هو الاسلام.. وأن قيمة كبرى يسعى لتحقيقها في الحياة هي الحب.. حب الله، وحب الخير، وحب الإنسان.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم).
نقرأ ذلك في الحديث الذي نصه: (من كتاب المحاسن، عن أبي جعفر في حديث له، قال لزياد: ويحك هل الدين إلا الحب، ألا ترى قول الله عز وجل، لمحمد: حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم. وقال يحبون من هاجر إليهم. فالدين هو الحب، والحب هو الدين).
فالدين هو الحب، الحب هو الدين..
هذا التعريف الفريد في عالم الانسان للدين والحب، يعرفنا بمحتوى الدين ومحتوى الحب.. فالدين حب لله وللناس وللخير، والحب مقدس عندما ينطلق من حب الله، عندما ينطلق من حب الخير المطلق والجمال المطلق.
لنقف طويلا عند هذا التعريف الذي حمله إلينا الحديث الشريف، ولنتأمل في مفاهيمه الحضارية وقيمته الكبرى إلى سلوك وممارسات في حياة الانسان..
لاتنسونى من صالح دعائكم